فصل: باب: مَا جَاءَ فِى عِلَّةِ حَدِيثٍ رُوِىَ فِيهِ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِىِّ مَرْفُوعًا

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: السنن الكبير ***


باب‏:‏ مَنْ يَعْتِقُ بِالْمِلْكِ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحُرْفِىُّ بِبَغْدَادَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يَعْنِى ابْنَ أَبِى مُلَيْكَةَ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ‏:‏ إِنَّ بَنِى هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُونِى فِى أَنْ يُنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ فَلاَ آذَنُ ثُمَّ لاَ آذَنُ وَإِنَّمَا ابْنَتِى بِضْعَةٌ مِنِّى يُرِيبُنِى مَا رَابَهَا وَيُؤْذِينِى مَا آذَاهَا‏.‏ أَخْرَجَاهُ فِى الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ عَنِ اللَّيْثِ‏.‏

فَأَخْبَرَ أَنَّ وَلَدَهُ بَعْضٌ مِنْهُ وَالْعَبْدُ إِذَا مَلَكَ نَفْسَهُ بِأَدَاءِ مَالِ الْكِتَابَةِ أَوْ بِابْتِيَاعِ نَفْسِهِ عَتَقَ فَكَذَلِكَ الْحُرُّ إِذَا مَلَكَ وَلَدَهُ فَقَدْ مَلَكَ بَعْضَهُ وَإِذَا مَلَكَ وَالِدَهُ فَقَدْ مَلَكَ مَنْ هُوَ بَعْضٌ مِنْهُ فَوَجَبَ أَنْ يَعْتِقَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُنِيبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ أَنْبَأَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِى صَالِحٍ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِىُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ ذَكَرَ سُفْيَانُ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ يَجْزِى وَلَدٌ وَالِدَهُ إِلاَّ أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ أَبِى شَيْبَةَ وَغَيْرِهِ عَنْ جَرِيرٍ وَأَخْرَجَهُ مِنْ أَوْجُهٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ‏.‏

وَقَوْلُهُ فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ تَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ فَيُعْتِقَهُ بِالشِّرَاءِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ البُرْسَانِىُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ وَقَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ مَنْ مَلَكَ ذَا مَحْرَمٍ مِنْ ذِى رَحِمٍ فَهُوَ حُرٌّ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِىُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالاَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ مُوسَى فِى مَوْضِعٍ آخَرَ عَنْ سَمُرَةَ فِيمَا يَحْسَبُ حَمَّادٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ مَحْرَمٍ فَهُوَ حُرٌّ‏.‏ قَالَ أَبُو دَاوُدَ لَمْ يُحَدِّثْ هَذَا الْحَدِيثَ إِلاَّ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَقَدْ شَكَّ فِيهِ قَالَ أَحْمَدُ وَقَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِىُّ فِيمَا بَلَغَنِى عَنْهُ سَأَلْتُ الْبُخَارِىَّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَلَمْ يَعْرِفْهُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ وَحَمَّادٌ يَشُكُّ فِى ذِكْرِ سَمُرَةَ فِى إِسْنَادِهِ كَمَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَغَيْرُ حَمَّادٍ يَرْوِيهِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه وَعَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ مِنْ قَوْلِهِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَنْبَارِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ‏:‏ مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ مَحْرَمٍ فَهُوَ حُرٌّ‏.‏

أَبُو عَلِىٍّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَالْحَسَنِ مِثْلَهُ‏.‏ قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَسَعِيدٌ أَحْفَظُ مِنْ حَمَّادٍ قَالَ أَحْمَدُ وَرُوِىَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ وَهِمَ فِيهِ رَاوِيهِ‏.‏

أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ الْمَعْمَرِىُّ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرِ بْنُ النُّحَاسِ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنِ الثَّوْرِىِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ مَحْرَمٍ فهُوَ عَتِيقٌ‏.‏ قَالَ سُلَيْمَانُ لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ إِلاَّ ضَمْرَةُ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ الْمَحْفُوظُ بِهَذَا الإِسْنَادِ حَدِيثٌ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاَءِ وَعَنْ هِبَتِهِ وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو عُمَيْرٍ عَنْ ضَمْرَةَ عَنِ الثَّوْرِىِّ مَعَ الْحَدِيثِ الأَوَّلِ‏.‏

أَخْبَرَنَا بِالْحَدِيثَيْنِ جَمِيعًا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ أَبُو إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّحَّاسِ فَذَكَرَهُمَا جَمِيعًا فَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا عَلِىُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ الْجُنْدَيْسَابُورِىُّ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ حَرْبٍ الْجُنْدَيْسَابُورِىُّ حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ عَطَّافٍ حَدَّثَنَا الْعَرْزَمِىُّ عَنْ أَبِى النَّضْرِ عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ صَالِحٌ بِأَخِيهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أُرِيدُ أَنْ أُعْتِقَ أَخِى هَذَا‏.‏ فَقَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ أَعْتَقَهُ حِينَ مَلَكْتَهُ‏.‏ ‏{‏ج‏}‏ قَالَ عَلِىٌّ الدَّارَقُطْنِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ‏:‏ الْعَرْزَمِىُّ تَرَكَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَابْنُ مَهْدِىٍّ‏.‏ قَالَ وَأَبُو النَّضْرِ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِىُّ مَتْرُوكٌ وَأَيْضًا هُوَ الْقَائِلُ‏:‏ كُلُّ مَا حَدَّثْتُ عَنْ أَبِى صَالِحٍ كَذِبٌ‏.‏

قَالَ الشَّيْخُ وَرُوِىَ عَنْ حَفْصِ بْنِ أَبِى دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِنَحْوِهِ‏.‏ وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ‏.‏ ‏{‏ج‏}‏ وَحَفْصٌ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ الْقَارِئُ ضَعَّفَهُ شُعْبَةُ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُمْ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّىُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ قَالَ قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه‏:‏ مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ مَحْرَمٍ فَهُوَ حُرٌّ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِىُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىٍّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ عَنْ أَبِى عَوَانَةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ‏:‏ مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ مَحْرَمٍ فَهُوَ حُرٌّ أَوْ ذَا مَحْرَمٍ شَكَّ الضَّحَّاكُ‏.‏

قَالَ أَبُو مُوسَى وَسَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ يَقُولُ قَرَأْتُ فِى كِتَابِ أَبِى عَوَانَةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ‏:‏ لاَ يُسْتَرَقُّ ذُو رَحِمٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَرَّاحِىُّ بِمَرْوٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ جَدِّى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَغَيْلاَنَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ‏:‏ أَنَّ رَجُلاً أَتَى ابْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ‏:‏ إِنَّ عَمِّى زَوَّجَنِى جَارِيَةً لَهُ وَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَسْتَرِقَّ وَلَدِى فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ‏:‏ لَيْسَ ذَاكَ لَهُ‏.‏

وَرُوِىَ عَنْ رَوْحٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سَلَمَةَ‏.‏ وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ عَنْ سُفْيَانَ فَهُوَ عَنْ عُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهمَا حَسَنٌ وَقَدْ ذَهَبَ إِلَيْهِ بَعْضُ أَصْحَابِنَا‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الرَّفَّاءُ أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِى حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى أُوَيْسٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْفُقَهَاءِ الَّذِينَ يُنْتَهَى إِلَى قَوْلِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ كَانُوا يَقُولُونَ‏:‏ إِذَا مَلَكَ الْوَلَدُ الْوَالِدَ عَتَقَ الْوَالِدُ وَإِنْ مَلَكَ الْوَالِدُ الْوَلَدَ عَتَقَ الْوَلَدُ وَأَمَّا مَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْقَرَابَةِ فَيَخْتَلِفُونَ فِيهِ‏.‏ قَالَ الْقَاضِى وَقَالَ عِيسَى بْنُ مِينَاءَ عَنِ ابْنِ أَبِى الزِّنَادِ فَاخْتَلَفَ فِيهِ النَّاسُ قَالَ ابْنُ أَبِى أُوَيْسٍ عَنِ ابْنِ أَبِى الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْهُمْ وَكَانُوا يَقُولُونَ‏:‏ إِذَا ابْتَاعَ الرَّجُلُ شِقْصًا مِنْ أَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ عَتَقَ ذَلِكَ الشِّقْصُ وَقُوِّمَ عَلَيْهِ مَا بَقِى فَيَعْتِقُ كُلُّهُ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ وَرِثَ مِنْهُ شِقْصًا وَلَمْ يَشْتَرِهِ عَتَقَ الشِّقْصُ وَلَمْ يُقَوَّمْ عَلَيْهِ الْبَاقِى‏.‏

باب‏:‏ مَنْ قَالَ لِعَبْدِهِ أَنْتَ حُرٌّ عَلَى أَنَّ عَلَيْكَ مِائَةَ دِينَارٍ أَوْ خِدْمَةَ سَنَةٍ أَوْ عَمَلَ كَذَا فَقَبِلَ الْعَبْدُ أَيُعْتَقُ عَلَى ذَلِكَ

قَالَ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ‏:‏ لَزِمَهُ ذَلِكَ وَكَانَ دَيْنًا عَلَيْهِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِىُّ بِمَرْوٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ حَدَّثَنِى سَفِينَةُ قَالَ قَالَتْ لِى أُمُّ سَلَمَةَ‏:‏ أُعْتِقُكَ وَأَشْتَرِطُ عَلَيْكَ أَنْ تَخْدُمَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا عِشْتَ‏.‏ قَالَ قُلْتُ‏:‏ لَوْ أَنَّكِ لَمْ تَشْتَرِطِى عَلَىَّ مَا فَارَقْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا عِشْتُ‏.‏ قَالَ فَأَعْتَقَتْنِى وَاشْتَرَطَتْ عَلَىَّ أَنْ أَخْدُمَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا عِشْتُ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِى كِتَابِ السُّنَنِ عَنْ مُسَدَّدٍ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ‏.‏

وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سَعِيدٍ كَمَا أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الظَفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ دُحَيْمٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ أَخْبَرَنِى سَفِينَةُ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ‏:‏ أَعْتَقَتْنِى أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها وَاشْتَرَطَتْ عَلَىَّ أَنْ أَخْدُمَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم مَا عَاشَ‏.‏ لَفْظُ حَدِيثِ أَبِى دَاوُدَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ الْمُزَكِّى وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ‏:‏ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَعْتَقَ غُلاَمًا لَهُ ثُمَّ اشْتَرَطَ عَلَيْهِ أَنَّ لَهُ عَمَلَهُ سِنِينَ فَرَعَى لَهُ بَعْضَ سِنِيهِ‏.‏ وَفِى رِوَايَةِ الْقَاضِى بَعْضَ سَنَةٍ ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْهِ إِمَّا فِى حَجٍّ وَإِمَّا فِى عَمْرَةٍ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ‏:‏ قَدْ تَرَكْتُ الَّذِى اشْتَرَطَّتُ عَلَيْكَ وَأَنْتَ حُرٌّ وَلَيْسَ عَلَيْكَ عَمَلٌ كَذَا وَجَدْتُهُ ثُمَّ اشْتَرَطَ عَلَيْهِ وَإِنَّمَا هُوَ وَاشْتَرَطَ عَلَيْهِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِى طَالِبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ قَالَ نَافِعٌ‏:‏ بَعَثَنِى ابْنُ عُمَرَ فِى حَاجَةٍ قَالَ فَجِئْتُ مِنْهَا قَالَ فَقَالَ لِى‏:‏ أَنْتَ حُرٌّ أَنْ تُقِيمَ عِنْدَنَا وَنَحْنُ مَنْ تَعْرِفُ‏.‏ قَالَ قُلْتُ‏:‏ أَيْنَ أَذْهَبُ أَوْ إِلَى مَنْ أَذْهَبُ‏؟‏

كتاب الولاء

باب‏:‏ مَنْ أَعْتَقَ مَمْلُوكًا لَهُ

قَالَ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ‏:‏ ثَبَتَ وَلاَؤُهُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ أَنْ يَرُدَّ وَلاَءَهُ فَيَرُدَّهُ رَقِيقًا وَيَهَبَهُ وَلاَ يَبِيعَهُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ الشِّيرَازِىُّ وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ الْمُزَكِّى قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِىُّ الأَخْرَمُ حَدَّثَنَا السَّرِىُّ بْنُ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ هُوَ الثَّوْرِىُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ‏:‏ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الْوَلاَءِ وَهِبَتِهِ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى نُعَيْمٍ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلاَلٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ الْمَكِّىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ هُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى وَغَيْرُهُ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِىُّ أَنْبَأَنَا مَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاَءِ وَعَنْ هِبَتِهِ‏.‏ لَفْظُ حَدِيثِهِمَا سَوَاءٌ

رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ أَبِى شَيْبَةَ وَغَيْرِهِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ أَنْبَأَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ‏:‏ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الْوَلاَءِ وَعَنْ هِبَتِهِ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى الْوَلِيدِ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ شُعْبَةَ‏.‏

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ وَالضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ وَغَيْرُهُمْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِىُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ الْوَلاَءُ لُحْمَةٌ كَلُحْمَةِ النَّسَبِ لاَ يُبَاعُ وَلاَ يُوهَبُ‏.‏ كَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ عَنْ يَعْقُوبَ أَبِى يُوسُفَ الْقَاضِى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ‏.‏ وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِىٍّ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرْخَسِىُّ قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِىُّ عُقَيْبَ هَذَا الْحَدِيثِ هَذَا خَطَأٌ لأَنَّ الثِّقَاتِ لَمْ يَرْوُوهُ هَكَذَا وَإِنَّمَا رَوَاهُ الْحَسَنُ مُرْسَلاً‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِى طَالِبٍ أَنْبَأَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْوَلاَءُ لُحْمَةٌ كَلُحْمَةِ النَّسَبِ لاَ يُبَاعُ وَلاَ يُوهَبُ‏.‏ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَقَدْ رُوِىَ مِنْ أَوْجُهٍ أُخَرَ كُلُّهَا ضَعِيفَةٌ‏.‏

أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِىُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْبَاقِى الأَذَنِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرِ بْنُ النَّحَّاسِ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ الْوَلاَءُ لُحْمَةٌ كَلُحْمَةِ النَّسَبِ لاَ يُبَاعُ وَلاَ يُوهَبُ‏.‏ قَالَ سُلَيْمَانُ لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ إِلاَّ ضَمْرَةُ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ قَدْ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِىُّ عَنْ ضَمْرَةَ كَمَا رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاَءِ وَعَنْ هِبَتِهِ فَكَأَنَّ الْخَطَأَ وَقَعَ مِنْ غَيْرِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ الْوَلاَءُ لُحْمَةٌ كَلُحْمَةِ النَّسَبِ لاَ يُبَاعُ وَلاَ يُوهَبُ‏.‏ هَذَا وَهْمٌ مِنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ أَوْ مْنْ دُونَهُ فِى الإِسْنَادِ وَالْمَتْنِ جَمِيعًا‏.‏

فَإِنَّ الْحُفَّاظَ إِنَّمَا رَوَوْهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاَءِ وَعَنْ هِبَتِهِ‏.‏ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ إِمْلاَءً أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِىُّ حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ‏.‏ فَذَكَرَهُ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ فِى الْبَيْعِ‏.‏

وَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِى الشَّوَارِبِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ عَلَى الْوَهْمِ فِى إِسْنَادِهِ دُونَ مَتْنِهِ قَالَ أَبُو عِيسَى فِيمَا بَلَغَنِى عَنْهُ سَأَلْتُ عَنْهُ الْبُخَارِىَّ فَقَالَ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ أَخْطَأَ فِى حَدِيثِهِ إِنَّمَا هُوَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ تَفَرَّدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ يَعْنِى بِاللَّفْظِ الْمَشْهُورِ‏.‏

وَرَوَاهُ أَبُو حَسَّانَ الزِّيَادِىُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ الْوَلاَءُ لُحْمَةٌ كَالنَّسَبِ‏.‏ أَخْبَرَنَاهُ الإِمَامُ أَبُو عُثْمَانَ حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا جَدِّى حَدَّثَنَا الزِّيَادِىُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ فَذَكَرَهُ‏.‏ وَهَذَا اخْتِلاَفٌ ثَالِثٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ وَكَانَ سَيِّىءَ الْحِفْظِ كَثِيرَ الْخَطَإِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَرُوِىَ فِى ذَلِكَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ بِإِسْنَادَيْنِ وَهِمَ فِيهِمَا وَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِيهِمَا عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى أُنَيْسَةَ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه مَرْفُوعًا وَلَيْسَ لِلزُّهْرِىِّ فِيهِ أَصْلٌ‏.‏ وَيَحْيَى بْنُ أَبِى أُنَيْسَةَ ضَعِيفٌ بِمَرَّةٍ وَإِنَّمَا يُرْوَى هَذَا اللَّفْظُ مُرْسَلاً كَمَا قَدَّمْنَا ذِكْرُهُ وَيُرْوَى عَمَّنْ دُونَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِى طَالِبٍ أَنْبَأَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَلاَءِ أَيُّوبُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ‏:‏ إِنَّ الْوَلاَءَ كَالنَّسِبِ لاَ يُبَاعُ وَلاَ يُوهَبُ‏.‏

وَرَوَاهُ حَمَّادٌ عَنْ دَاوُدَ وَقَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ فَذَكَرَهُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِىُّ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِى نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه قَالَ‏:‏ الْوَلاَءُ بِمَنْزِلَةِ الْحِلْفِ أُقِرُّهُ حَيْثُ جَعَلَهُ اللَّهُ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِى نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَلِىٍّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ الْوَلاَءُ بِمَنْزِلَةِ النَّسَبِ لاَ يُبَاعُ وَلاَ يُوهَبُ أُقِرُّهُ حَيْثُ جَعَلَهُ اللَّهُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الأَصَمُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِى طَالِبٍ أَنْبَأَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ وَشَرِيكٌ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ‏:‏ الْوَلاَءُ شُعْبَةٌ مِنَ النَّسَبِ‏.‏

قَالَ وَأَنْبَأَنَا يَزِيدُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ‏:‏ سُئِلَ عَلِىٌّ رضي الله عنه عَنْ بَيْعِ الْوَلاَءِ فَقَالَ‏:‏ أَيَبِيعُ الرَّجُلُ نَسَبَهُ‏؟‏

قَالَ وَأَنْبَأَنَا يَزِيدُ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِى سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لاَ يُبَاعُ الْوَلاَءُ وَلاَ يُوهَبُ الْوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ حَدَّثَنَا يَحْيَى أَنْبَأَنَا يَزِيدُ أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِى هَاشِمٍ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ‏:‏ لاَ يُبَاعُ الْوَلاَءُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ أَبِى نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَلِىٍّ رضي الله عنه قَالَ‏:‏ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاَءِ وَعَنْ هِبَتِهِ‏.‏ فِى كِتَابِى نَهَا بِالأَلِفِ وَعَلَيْهِ صَحَّ فَظَاهِرُهُ أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاَءِ وَعَنْ هِبَتِهِ‏.‏

باب‏:‏ مَنْ وَالَى رَجُلاً أَوْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ

قَالَ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ‏:‏ لَمْ يَكُنْ مَوْلًى لَهُ بِالإِسْلاَمِ وَلاَ الْمُوَالاَةِ وَاحْتَجَّ فِى ذَلِكَ بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم فِى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ‏(‏ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِى الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ‏)‏ وَقَالَ ‏(‏وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِى أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ‏)‏ فَنَسَبَ الْمَوَالِىَ إِلَى نَسَبَيْنِ أَحَدُهُمَا إِلَى الآبَاءِ وَالآخَرُ إِلَى الْوَلاَءِ وَجَعَلَ الْوَلاَءَ بِالنِّعْمَةِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِىُّ أَنْبَأَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها‏:‏ أَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِىَ جَارِيَةً تُعْتِقُهَا فَقَالَ أَهْلُهَا نَبِيعُكِهَا عَلَى أَنَّ وَلاَءَهَا لَنَا فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ لاَ يَمْنَعُكِ ذَلِكَ إِنَّمَا الْوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ قَالاَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ أَبِى أُوَيْسٍ عَنْ مَالِكٍ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِىُّ أَنْبَأَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ‏:‏ جَاءَتْنِى بَرِيرَةُ فَقَالَتْ إِنِّى كَاتَبْتُ أَهْلِى عَلَى تِسْعِ أَوَاقٍ فِى كُلِّ عَامٍ أُوقِيَّةٌ فَأَعِينِينِى فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ إِنْ أَحَبَّ أَهْلُكِ أَنْ أَعُدَّهَا لَهُمْ وَيَكُونُ وَلاَؤُكِ لِى فَعَلْتُ فَذَهَبَتْ بَرِيرَةُ إِلَى أَهْلِهَا يَعْنِى فَقَالَتْ لَهُمْ ذَلِكَ فَأَبَوْا ذَلِكَ عَلَيْهَا فَجَاءَتْ مِنْ عِنْدِ أَهْلِهَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فَقَالَتْ‏:‏ إِنِّى قَدْ عَرَضْتُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ فَأَبَوْا إِلاَّ أَنْ يَكُونَ الْوَلاَءُ لَهُمْ فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهَا فَأَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ رضي الله عنها فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ خُذِيهَا وَاشْتَرِطِى لَهُمْ الْوَلاَءَ فَإِنَّ الْوَلاَءَ لِمَنْ أَعْتَقَ‏.‏ فَفَعَلَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى النَّاسِ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَمَّا بَعْدُ فَمَا بَالُ رِجَالٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِى كِتَابِ اللَّهِ مَا كَانَ مِنْ شَرْطٍ لَيْسَ فِى كِتَابِ اللَّهِ فَهُوَ بَاطِلٌ وَإِنْ كَانَ مِائَةَ شَرْطٍ قَضَاءُ اللَّهِ أَحَقُّ وَشَرْطُهُ أَوْثَقُ وَإِنَّمَا الْوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ وَغَيْرِهِ عَنْ مَالِكٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها‏:‏ أَنَّهَا اشْتَرَتْ بَرِيرَةَ مِنْ أُنَاسٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَاشْتَرَطُوا الْوَلاَءَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْوَلاَءُ لِمَنْ وَلِىَ النِّعْمَةَ‏.‏ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ زَائِدَةَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو الأَدِيبُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِىُّ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ هُوَ ابْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا عُثْمَانُ هُوَ ابْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها‏:‏ أَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِى بَرِيرَةَ فَاشْتَرَطُوا الْوَلاَءَ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اشْتَرِيهَا فَإِنَّمَا الْوَلاَءُ لِمَنْ أَعْطَى الثَّمَنَ وَوَلِىَ النِّعْمَةَ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلاَمٍ عَنْ وَكِيعٍ‏.‏

وَاحْتَجَّ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِى ذَلِكَ أَيْضًا بِأَنَّ النَّسَبَ شَبِيهٌ بِالْوَلاَءِ وَالْوَلاَءُ شَبِيهٌ بِالنَّسَبِ وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً لاَ أَبَا لَهُ يُعْرَفُ سَأَلَ رَجُلاً أَنْ يَنْسِبَهُ إِلَى نَفْسِهِ وَرَضِىَ ذَلِكَ الرَّجُلُ لَمْ يَجُزْ أَنْ يَكُونَ لَهُ ابْنًا أَبَدًا وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ‏.‏ وَكَذَلِكَ إِذَا لَمْ يُعْتِقُ الرَّجُلُ رَجُلاً لَمْ يَجُزْ أَنْ يَكُونَ مَنْسُوبًا إِلَيْهِ بِالْوَلاَءِ فَيُدْخِلَ عَلَى عَاقِلَتِهِ الْمَظْلَمَةَ فِى عَقْلِهِمْ عَنْهُ وَيَنْسِبُ إِلَى نَفْسِهِ وَلاَءَ مَنْ لَمْ يُعْتِقْ وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ‏.‏ قَالَ وَبَيَّنَ فِى قَوْلِهِ‏:‏ إِنَّمَا الْوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ‏.‏ أَنَّهُ لاَ يَكُونُ الْوَلاَءُ إِلاَّ لِمَنْ أَعْتَقَ‏.‏

باب‏:‏ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى نَسْخِ آيَةِ الْمُعَاقَدَةِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِىُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا إِدْرِيسٌ الأَوْدِىُّ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهمَا فِى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏(‏وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ‏)‏ قَالَ‏:‏ كَانَ الْمُهَاجِرُونَ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يُوْرِّثُونَ الأَنْصَارَ دُونَ ذَوِى رَحِمِهِ لِلأُخُوَّةِ الَّتِى آخَى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُمْ فَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ‏(‏وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِىَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ‏)‏ فَنُسِخَتْ ثُمَّ قَالَ ‏(‏وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ‏)‏ مِنَ النَّصْرِ وَالنَّصِيحَةِ وَالرِّفَادَةِ وَيُوصِى لَهُمْ وَقَدْ ذَهَبَ الْمِيرَاثُ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الصَّلْتِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَغَيْرِهِ عَنْ أَبِى أُسَامَةَ‏.‏

وَرُوِّينَا عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهمَا قَالَ ‏(‏وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ‏)‏ كَانَ الرَّجُلُ يُحَالِفُ الرَّجُلَ لَيْسَ بَيْنَهُمَا نَسَبٌ فَيَرِثُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ فَنَسَخَ ذَلِكَ الأَنْفَالُ فَقَالَ ‏(‏وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ‏)‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِى طَالِبٍ أَنْبَأَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إِنَّ فُلاَنًا أَسْلَمَ عَلَى يَدِىَّ قَالَ‏:‏ هُوَ مَوْلاَكَ فَإِذَا مُتَّ فَأَوْصِ لَهُ‏.‏ هَذَا مُرْسَلٌ وَفِيهِ تَأْكِيدٌ لِقَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِى نَسْخِ آيَةِ الْمُعَاقَدَةِ فِى الْمِيرَاثِ وَلَكِنْ يُوصِى لَهُ وَيُحْسِنُ إِلَيْهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

باب‏:‏ مَا جَاءَ فِى عِلَّةِ حَدِيثٍ رُوِىَ فِيهِ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِىِّ مَرْفُوعًا

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَيْبَانَ الْعَطَّارُ بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِى حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخْبَرَنِى مَنْ لاَ أَتَّهِمُ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِىِّ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ يُسْلِمُ عَلَى يَدَىِ الرَّجُلِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَا السُّنَّةُ فِيهِ قَالَ‏:‏ هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِهِ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتِهِ‏.‏

قَالَ وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَلاَمٍ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِىِّ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنِى أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ سَمِعْتُ تَمِيمَ الدَّارِىَّ‏.‏ ‏{‏ج‏}‏ قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ‏:‏ هَذَا خَطَأٌ ابْنُ مَوْهَبٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ تَمِيمٍ وَلاَ لَحِقَهُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِىِّ قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم مَا السُّنَّةُ فِى الرَّجُلِ يُسْلِمُ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ عَلَى يَدَىِ الرَّجُلِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ‏؟‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتِهِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَارِسِىُّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِىُّ قَالَ قَالَ لَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ بِمَعْنَاهُ‏.‏ ‏{‏ج‏}‏ ثُمَّ قَالَ مُحَمَّدٌ وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَوْهَبٍ سَمِعَ تَمِيمَ الدَّارِىَّ وَلاَ يَصِحُّ لِقَوْلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّمَا الْوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ‏.‏

قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مَوْهَبٍ الرَّمْلِىُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ كَمَا أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مَوْهَبٍ الرَّمْلِىُّ وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالاَ حَدَّثَنَا يَحْيَى هُوَ ابْنُ حَمْزَةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَوْهَبٍ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ قَالَ هِشَامٌ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِىِّ أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَالَ يَزِيدُ إِنَّ تَمِيمًا قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا السُّنَّةُ فِى الرَّجُلِ يُسْلِمُ عَلَى يَدَىِ الرَّجُلِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتِهِ‏.‏ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ فَعَادَ الْحَدِيثُ مَعَ ذِكْرِ قَبِيصَةَ فِيهِ إِلَى الإِرْسَالِ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِىُّ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِىِّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُسْلِمُ عَلَى يَدَىِ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ هُوَ أَوْلَى بِهِ فِى حَيَاتِهِ وَمَمَاتِهِ‏.‏ كَذَا قَالَ ابْنُ وَهْبٍ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِىُّ فَذَكَرَهُ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَوْهَبٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ قَالَ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِى هَذَا الْحَدِيثِ إِنَّهُ لَيْسَ بِثَابِتٍ إِنَّمَا يَرْوِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ مَوْهَبٍ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِىِّ وَابْنِ مَوْهَبٍ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ عِنْدَنَا وَلاَ نَعْلَمُهُ لَقِىَ تَمِيمًا وَمَثَلُ هَذَا لاَ يَثْبُتُ عِنْدَنَا وَلاَ عِنْدَكَ مِنْ قِبَلِ أَنَّهُ مَجْهُولٌ وَلاَ أَعْلَمُهُ مُتَّصِلاً‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِىُّ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِىٍّ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِى أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَىْ رَجُلٍ فَلَهُ وَلاَؤُهُ‏.‏ ‏{‏ج‏}‏ قالَ أَبُو أَحْمَدَ سَمِعْتُ ابْنَ حَمَّادٍ يَقُولُ قَالَ الْبُخَارِىُّ‏:‏ جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ الشَّامِىُّ عَنِ الْقَاسِمِ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ تَرَكُوهُ‏.‏

قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَوَاهُ أَيْضًا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِىُّ عَنِ الْقَاسِمِ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى أَيْضًا ضَعِيفٌ لاَ يُحْتَجُّ بِهِ‏.‏ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِىُّ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِىٍّ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى عَنِ الْقَاسِمِ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّامِىِّ فَذَكَرَهُ‏.‏

باب‏:‏ مَنْ وَجَدَ مَنْبُوذًا فَالْتَقَطَهُ لَمْ يَثْبُتْ لَهُ عَلَيْهِ وَلاَءٌ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ‏:‏ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِى وَلِيدَةً فَتُعْتِقُهَا فَقَالَ أَهْلُهَا نَبِيعُكِهَا عَلَى أَنَّ وَلاَءَهَا لَنَا فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ لاَ يَمْنَعُكِ ذَلِكَ فَإِنَّمَا الْوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ‏.‏ أَخْرَجَاهُ فِى الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِى طَالِبٍ أَنْبَأَنَا يَزِيدُ أَنْبَأَنَا هِشَامٌ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ‏:‏ اللَّقِيطُ لِلمُسْلِمِينَ مِيرَاثُهُ وَعَلَيْهِمْ جَرِيرَتُهُ وَلَيْسَ لِصَاحِبِهِ مِنْهُ شَىْءٌ إِلاَّ الأَجْرُ‏.‏

باب‏:‏ مَنْ قَالَ لَهُ عَلَيْهِ وَلاَءٌ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِىِّ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ قَالاَ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِىِّ سَمِعَ سِنِينَ أَبَا جَمِيلَةَ يُحَدِّثُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ‏:‏ وَجَدْتُ مَنْبُوذًا عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رضي الله عنه فَذَكَرَهُ عَرِيفِى لِعُمَرَ فَأَرْسَلَ إِلَىَّ فَدَعَانِى وَالْعَرِيفُ عِنْدَهُ فَلَمَّا رَآنِى مُقْبِلاً قَالَ هَذَا‏؟‏ عَسَى الْغُوَيْرُ أَبْؤُسًا قَالَ الْعَرِيفُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ لَيْسَ بِمُتَّهَمٍ‏.‏ قَالَ‏:‏ عَلَى مَا أَخَذَتَ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَجَدْتُ نَفْسًا مُضَيَّعَةً فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَأْجُرَنِى اللَّهُ فِيهَا قَالَ هُوَ حُرٌّ وَوَلاَؤُهُ لَكَ وَعَلَيْنَا رَضَاعُهُ‏.‏

أَجَابَ عَنْهُ الشَّافِعِىُّ بِأَنَّهُ لَيْسَ مِمَّا يَثْبُتُ مِثْلُهُ هُوَ عَنْ رَجُلٍ لَيْسَ بِالْمَعْرُوفِ يَعْنِى أَبَا جَمِيلَةَ ثُمَّ سَاقَ كَلاَمَهُ إِلَى أَنَّ السُّنَّةَ جَاءَتْ بِأَنَّ الْوَلاَءَ إِنَّمَا هُوَ لِمَنْ أَعْتَقَ وَأَنَّ الْحَدِيثَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ يَعْزُبُ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ وَلَيْسَ فِى أَحَدٍ وَلَوْ كَانُوا عَدَدًا مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم حُجَّةٌ‏.‏

باب‏:‏ الْمُسْلِمِ يُعْتِقُ نَصْرَانِيًّا أَوِ النَّصْرَانِىُّ يُعْتِقُ مُسْلِمًا

قَالَ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فَالْوَلاَءُ ثَابِتٌ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها فِى قِصَّةِ بَرِيرَةَ قَالَتْ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اشْتَرِيهَا فَإِنَّ الْوَلاَءَ لِمَنْ أَعْتَقَ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى عُمَرَ‏.‏

قَالَ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ لَمْ يَخُصَّ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وَاحِدًا مِنْهُمَا دُونَ الآخَرِ وَإِنْ مَاتَ الْمُعْتَقُ لَمْ يَرِثْهُ مَوْلاَهُ بِاخْتِلاَفِ الدِّينَيْنِ‏.‏

وَاحْتَجَّ بِمَا أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ الْعَدْلُ قَالاَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عَلِىِّ بْنِ حُسَيْنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنَّ الْمُسْلِمَ لاَ يَرِثُ الْكَافِرَ وَأَنَّ الْكَافِرَ لاَ يَرِثُ الْمُسْلِمَ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَغَيْرِهِ عَنْ سُفْيَانَ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِىُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الزُّهْرِىِّ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِى حَكِيمٍ‏:‏ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَعْتَقَ عَبْدًا لَهُ نَصْرَانِيًّا فَتُوُفِّىَ فَقَال إِسْمَاعِيلُ فَأَمَرَنِى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ آخُذَ مِيرَاثَهُ فَأَجْعَلُهُ فِى بَيْتِ الْمَالِ‏.‏

باب‏:‏ مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا لَهُ سَائِبَةً

قَالَ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فَالْعِتْقُ مَاضٍ وَلَهُ وَلاَؤُهُ‏.‏

أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ وَابْنُ مِلْحَانَ قَالاَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ وَأَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ قَالاَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَخْبَرَتْهُ‏:‏ أَنَّ بَرِيرَةَ جَاءَتْ عَائِشَةَ تَسْتَعِينُهَا فِى كِتَابَتِهَا وَلَمْ تَكُنْ قَضَتْ مِنْ كِتَابَتِهَا شَيْئًا فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ‏:‏ ارْجِعِى إِلَى أَهْلِكِ فَإِنْ أَحَبُّوا أَنْ أَقْضِىَ عَنْكِ كِتَابَتَكِ وَيَكُونَ وَلاَؤُكِ لِى فَعَلْتُ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ بَرِيرَةُ لأَهْلِهَا فَأَبَوْا وَقَالُوا إِنْ شَاءَتْ أَنْ تَحْتَسِبَ عَلَيْكِ فَلْتَفْعَلْ وَيَكُونَ وَلاَؤُكِ لَنَا فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ابْتَاعِى وَأَعْتِقِى فَإِنَّمَا الْوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ‏.‏ ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ مَا بَالُ أُنَاسٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِى كِتَابِ اللَّهِ مَنِ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِى كِتَابِ اللَّهِ فَلَيْسَ لَهُ وَإِنْ شَرَطَ مِائَةَ شَرَطٍ شَرَطُ اللَّهِ أَحَقُّ وَأَوْثَقُ‏.‏ رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ وَمُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِى طَالِبٍ أَنْبَأَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِى قَيْسٍ عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِى ابْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ‏:‏ إِنِّى أَعْتَقَتُ غُلاَمًا لِى وَجَعَلْتُهُ سَائِبَةً فَمَاتَ وَتَرَكَ مَالاً فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ‏:‏ إِنَّ أَهْلَ الإِسْلاَمِ لاَ يُسَيِّبُونَ إِنَّمَا كَانَتْ تُسَيِّبُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنْتَ وَارِثُهُ وَوَلِىُّ نِعْمَتِهِ فَإِنْ تَحَرَّجْتَ مِنْ شَىْءٍ فَأَدْنَاهُ نَجْعَلُهُ فِى بَيْتِ الْمَالِ‏.‏ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِىُّ فِى الصَّحِيحِ مُخْتَصَرًا عَنْ قَبِيصَةَ عَنْ سُفْيَانَ وَرَوَاهُ الشَّعْبِىُّ وَالنَّخَعِىُّ وَغَيْرُهُمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مُرْسَلاً مُخْتَصَرًا‏.‏

وَرُوِىَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مَوْصُولاً وَقَالَ فِى رِوَايَتِهِ‏:‏ فَإِنْ أَبَيْتَ فَهَا هُنَا وَارِثُونَ كَثِيرٌ فَجَعَلَهُ فِى بَيْتِ الْمَالِ‏.‏

وَفِيمَا أَجَازَ لِى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ رِوَايَتَهُ عَنْهُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِىُّ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ أَخْبَرَنِى أَبُو طُوَالَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ قَالَ‏:‏ كَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِى حُذَيْفَةَ مَوْلًى لاِمْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا عَمْرَةُ بِنْتُ يَعَارٍ أَعَتْقَتْهُ سَائِبَةً فَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ فَأُتِىَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه بِمِيرَاثِهِ فَقَالَ‏:‏ أَعْطُوهُ عَمْرَةَ فَأَبَتْ أَنْ تَقْبَلَهُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ وَجَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالاَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَيُّوبَ وَسَلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ نُبِّئْتُ‏:‏ أَنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِى حُذَيْفَةَ أَعْتَقَتْهُ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ وَقَالَتِ‏:‏ اذْهَبْ فَوَالِ مَنْ شِئْتَ فَوَالَى أَبَا حُذَيْفَةَ فَلَمَّا أُصِيبَ اخْتَصَمُوا فِى مِيرَاثِهِ فَجَعَلَ مِيرَاثَهُ لِلأَنْصَارِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ أَنْبَأَنَا أَبِى عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ خِدَامِ بْنِ خَالِدٍ أَخِى بَنِى عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ قَالَ‏:‏ كَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِى حُذَيْفَةَ مَوْلًى لاِمْرَأَةٍ مِنَّا يُقَالُ لَهَا سَلْمَى بِنْتُ يَعَارٍ أَعْتَقَتْهُ سَائِبَةً فِى الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا أُصِيبَ بِالْيَمَامَةِ أُتِىَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بِمِيرَاثِهِ فَدَعَا وَدِيعَةَ بْنَ خِدَامٍ فَقَالَ هَذَا مِيرَاثُ مَوْلاَكُمْ وَأَنْتُمْ أَحَقُّ بِهِ فَقَالَ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ أَغْنَانَا اللَّهُ عَنْهُ قَدْ أَعْتَقَتْهُ صَاحِبَتُنَا سَائِبَةً فَلاَ نُرِيدُ أَنْ نَنْدَا مِنْ أَمْرِهِ شَيْئًا أَوْ قَالَ نَرْزَأَ فَجَعَلَهُ عُمَرُ رضي الله عنه فِى بَيْتِ الْمَالِ‏.‏

أَخْبَرَنَاهُ أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلاَلٍ حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ عَالِيًا وَقَالَ فِى آخِرِهِ فَدَعَا أَبِى وَدِيعَةَ بْنَ خِدَامٍ وَكَانَ وَارِثُ سَلْمَى بِنْتَ يَعَارٍ فَقَالَ هَذَا مِيرَاثُ مَوْلاَكُمْ فَخُذُوهُ فَقَالَ وَدِيعَةُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْتَقَتْهُ صَاحِبَتُنَا سَائِبَةً لأَبَوَيْهَا وَقَدْ أَغْنَانَا اللَّهُ عَنْهُ فَلاَ حَاجَةَ لَنَا بِهِ قَالَ فَجَعَلَهُ عُمَرُ رضي الله عنه فِى بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ وَرَوَاهُ بِمَعْنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى الْجَهْمِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِىُّ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ‏:‏ أَنَّ طَارِقَ بْنَ الْمُرَقَّعِ أَعْتَقَ أَهْلَ بَيْتٍ سَوَائِبَ فَأُتِىَ بِمِيرَاثِهِمْ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه‏:‏ أَعْطُوهُ وَرَثَةَ طَارِقٍ فَأَبَوْا أَنْ يَأْخُذُوهُ فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ فَاجْعَلُوهُ فِى مِثْلِهِمْ مِنَ النَّاسِ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِىُّ أَنْبَأَنَا مُسْلِمٌ وَسَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ‏:‏ أَنَّ طَارِقَ بْنَ الْمُرَقَّعِ أَعْتَقَ أَهْلَ أَبْيَاتٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ سَوَائِبَ فَانْقَلَعُوا عَنْ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَأَمَرَ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى طَارِقٍ أَوْ وَرَثَةِ طَارِقٍ‏.‏

قَالَ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَا شَكَكْتُ فِى الْحَدِيثِ هَكَذَا‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِى طَالِبٍ أَنْبَأَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصَمُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ‏:‏ أَنَّ طَارِقَ أَعْتَقَ رَجُلاً سَائِبَةً فَمَاتَ السَّائِبَةُ وَتَرَكَ مَالاً فَرُفِعَ مَالُهُ إِلَى صَاحِبِ مَكَّةَ فَأَرْسَلَ إِلَى طَارِقٍ فَعَرَضَ مَالَهُ عَلَيْهِ فَأَبَى طَارِقٌ أَنْ يَأْخُذَهُ فَكَتَبَ عَامِلُ مَكَّةَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَكَتَبَ عُمَرُ رضي الله عنه‏:‏ أَنِ اجْمَعِ الْمَالَ وَاعْرِضْهُ عَلَى طَارِقٍ فَإِنْ قَبْلَهُ فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَقْبَلْهُ فَاشْتَرِ بِهِ رِقَابًا فَأَعْتِقْهُمْ قَالَ فَعَرَضَ عَلَى طَارِقٍ فَلَمْ يَقْبَلْهُ فَاشْتَرَى بِهِ خَمْسَةَ عَشَرَ أَوْ سِتَّةَ عَشَرَ مَمْلُوكًا فَأَعْتَقَهُمْ قَالَ عُقْبَةُ كَأَنِّى أَرَى عَطَاءً وَهُوَ يَعْقِدُ بِيَدِهِ خَمْسَةَ عَشَرَ أَوْ سِتَّةَ عَشَرَ‏.‏ وَرَوَاهُ قَتَادَةُ وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ فِيهِ فَكَتَبَ يَعْلَى بْنُ مُنْيَةَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَنَّهُ أَحَقُّ بِمِيرَاثِهِ‏.‏

قَالَ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ عَطَاءٌ سَمِعَهُ مِنْ طَارِقٍ وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ فَحَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ مُرْسَلٌ‏.‏

قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ يَعْنِى مَا رَوَى لِمَنْ خَالَفَهُ فِى هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ‏:‏ أَنَّ سَائِبَةً أَعْتَقَهَ رَجُلٌ مِنَ الْحَاجِّ فَأَصَابَهُ غُلاَمٌ مِنْ بَنِى مَخْزُومٍ فَقَضَى عُمَرُ رضي الله عنه عَلَيْهِمْ بِعَقْلِهِ قَالَ أَبُو الْمَقْضِىِّ عَلَيْهِ أَرَأَيْتَ لَوْ أَصَابَ ابْنِى قَالَ إِذًا لاَ يَكُونُ لَهُ شَىْءٌ‏.‏ قَالَ‏:‏ هُوَ إِذًا مِثْلُ الأَرْقَمِ‏.‏ قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه‏:‏ فَهُوَ إِذًا مِثْلُ الأَرْقَمِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلاَلٍ حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنَا أَبِى عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِى أَبُو الزِّنَادِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ‏:‏ قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه مَكَّةَ وَهُوَ خَلِيفَةٌ فَرُفِعَ إِلَيْهِ رَجُلٌ أَعْتَقَ سَائِبَةً أَصَابَ ابْنًا لِلسَّائِبِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ خَطَاءً فَطَلَبَ السَّائِبُ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه دِيَةَ ابْنِهِ‏.‏ فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ إِنْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ وَدَى ابْنَكَ لَكَ مِنْ مَالِهِ بَالِغًا مَا بَلَغَ قَالَ السَّائِبُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه فَلاَ شَىْءَ لَكَ قَالَ السَّائِبُ أَفَرَأَيْتَ لَوْ أَصَبْنَاهُ خَطَأً قَالَ إِذًا وَاللَّهِ تَعْقِلُهُ قَالَ فَقَالَ السَّائِبُ فَإِنْ قُتِلَ عُقِلَ وَإِنْ قَتَلَ لَمْ يُعْقَلْ عَنْهُ قَالَ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه نَعَمْ قَالَ فَقَالَ السَّائِبُ هُوَ إِذًا كَالأَرْقَمِ إِنْ يُلْقَ يَلْقَمْ وَإِنْ يُقْتَلْ يَنْقَمْ قَالَ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه فَهُوَ وَاللَّهِ ذَلِكَ قَالَ فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا‏.‏

قَالَ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَهَذَا إِذَا ثَبَتَ بِقَوْلِنَا أَشْبَهُ لأَنَّهُ لَوْ رَأَى وَلاَءَهُ لِلْمُسْلِمِينَ رَأَى عَلَيْهِمْ عَقْلَهُ وَلَكِنْ يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ عَقْلُهُ عَلَى مَوَالِيهِ فَلَمَّا كَانُوا لاَ يُعْرَفُونَ لَمْ يَرَ فِيهِ عَقْلاً حَتَّى يُعْرَفَ مَوَالِيهِ‏.‏

قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَالَّذِى يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا التَّأْوِيلِ مَا أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِىٍّ الأَصْبَهَانِىُّ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِىُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ قَالَ‏:‏ كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَعْتَقَ سَائِبَةً لَمْ يَرِثْهُ وَإِذَا جَنَى جِنَايَةً كَانَ عَلَى مَنْ أَعْتَقَهُ فَدَخَلُوا عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَالُوا‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْصِفْنَا إِمَّا أَنْ يَكُونَ عَلَيْكُمُ الْعَقْلُ وَلَكُمُ الْمِيرَاثُ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ لَنَا الْمِيرَاثُ وَعَلَيْنَا الْعَقْلُ فَقَضَى عُمَرُ رضي الله عنه لَهُمْ بِالْمِيرَاثِ‏.‏ قَالَ الشَّافِعِىُّ وَحَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه مُنْقَطِعٌ‏.‏

باب‏:‏ مَنِ اسْتَحَبَّ مِنَ السَّلَفِ رضي الله عنهمُ التَّنَزُّهِ عَنْ مِيرَاثِ السَّائِبَةِ وَإِنْ كَانَ مُبَاحًا

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِى طَالِبٍ أَنْبَأَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِىُّ عَنْ أَبِى عُثْمَانَ النَّهْدِىِّ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه‏:‏ الصَّدَقَةُ وَالسَّائِبَةُ لِيَوْمِهِمَا‏.‏ ‏{‏غ‏}‏ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِىُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِىُّ أَنْبَأَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ يَعْنِى بِقَوْلِهِ لِيَوْمِهِمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْيَوْمُ الَّذِى كَانَ أَعْتَقَ فِيهِ سَائِبَتَهُ وَتَصَدَّقَ بِصَدَقَتِهِ لَهُ يَقُولُ فَلاَ يَرْجِعُ إِلَى الاِنْتِفَاعِ بِشَىْءٍ مِنْهُمَا بَعْدَ ذَلِكَ فِى الدُّنْيَا وَذَلِكَ كَالرَّجُلِ يَعْتِقُ عَبْدَهُ سَائِبَةً ثُمَّ يَمُوتُ الْمُعْتَقُ وَيَتْرُكُ مَالاً وَلاَ وَارِثَ لَهُ إِلاَّ الَّذِى أَعْتَقَهُ يَقُولُ فَلَيْسَ يَنْبَغِى لَهُ أَنْ يَرْزَأَ مِنْ مِيرَاثِهِ شَيْئًا وَلاَ يَرْزَأُ مِنْ مِيرَاثِ السَّائِبَةِ شَيْئًا إِلاَّ أَنْ يَجْعَلَهُ فِى مِثْلِهِ‏.‏ وَكَذَلِكَ يُرْوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ‏.‏

وَإِنَّمَا هَذَا مِنْهُمْ عَلَى وَجْهِ الْفَضْلِ وَالثَّوَابِ لَيْسَ عَلَى أَنَّهُ مُحَرَّمٌ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ حَدَّثَنَا يَحْيَى أَنْبَأَنَا يَزِيدُ أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِىُّ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِىِّ‏:‏ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أُتِىَ بِمَالِ مَوْلًى كَانَ لَهُ فَقَالَ إِنَّمَا كُنَّا أَعْتَقْنَاهُ سَائِبَةً فَأَمَرَ أَنْ يُشْتَرَى بِهِ رِقَابٌ فَيُلْحِقُونَهَا بِهِ أَىْ يُعْتِقُونَهَا‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِىٍّ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِىُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُقْبَةَ عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ أَخْبَرَهُ‏:‏ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ حِينَ جَاءَهُ رَجُلٌ بِحَقِيبَةٍ وَرِقٍ فَقَالُوا إِنَّ فُلاَنًا مَوْلَى أَبِيكَ تُوُفِّىَ وَأَنَّهُ أَمَرَنِى أَنْ أَدْفَعَ هَذِهِ إِلَيْكَ قَالَ وَيْحَهُ أَلاَ أَنْفَقَهُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَجَاءَهُ رَسُولُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ أَنِ ابْعَثْ إِلَىَّ بِمِيرَاثِهِ مِنْ مَوْلَى أَبِيهِ فَبَعَثَهُ إِلَيْهِ كُلَّهُ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ لاَ يَرِثُ السَّائِبَةَ وَكَانَ عُمَرُ رضي الله عنه أَعْتَقَهُ سَائِبَةً‏.‏

قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ‏:‏ هَذَا إِنْ صَحَّ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ لاَ يَرَاهُ حَرَامًا إِذْ لَوْ رَآهُ حَرَامًا لَمَنَعَهُ مِنْ أَخِيهِ عَاصِمٍ كَمَا امْتَنَعَ مِنْهُ وَلَكِنَّهُ اسْتَحَبَّ التَّنَزُّهَ عَنْهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ‏:‏ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِىُّ بِبَغْدَادَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبِى عَمْرٍو الشَّيْبَانِىِّ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ‏:‏ السَّائِبَةُ يَضَعُ مَالَهُ حَيْثُ شَاءَ قَالَ شُعْبَةُ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا مِنْ سَلَمَةَ أَحَدٌ غَيْرِى‏.‏

قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ‏:‏ يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ أَنْ يَضَعَهُ فِى حَيَاتِهِ حَيْثُ شَاءَ لأَنَّ مَوْلاَهُ يَتَنَزَّهُ عَنْ أَخْذِ مَالِهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

باب‏:‏ الْمَوْلَى الْمُعْتَقِ إِذَا مَاتَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عَصَبَةٌ قَامَ الْمَوْلَى الْمُعْتِقُ مَقَامَ الْعَصَبَةِ فَأَخَذَ الْفَضْلَ عَنْ أَهْلِ الْفَرَائِضِ اسْتِدْلاَلاً بِمَا مَضَى فِى ثُبُوتِ الْوَلاَءِ لِلْمُعْتِقِ وَأَنَّهُ مُشَبَّهٌ بِالنَّسَبِ

وَاسْتَدَلَّ بَعْضُ أَصْحَابِنَا فِى ذَلِكَ بِمَا أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو الأَدِيبُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِىُّ أَخْبَرَنِى ابْنُ نَاجِيَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ قَالاَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِى حَصِينٍ عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فَمَنْ مَاتَ وَتَرَكَ مَالاً فَمَالُهُ لِمَوَالِى الْعَصَبَةِ وَمَنْ تَرَكَ كَلاًّ أَوْ ضَيَاعًا فَأَنَا وَلِيُّهُ فَلأُدْعَى لَهُ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مَحْمُودٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ‏.‏

وَقَالَ غَيْرُهُمْ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ فَمَنْ تَرَكَ مَالاً فَلِمَوَالِيهِ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ هُوَ الْحَنْظَلِىُّ أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى فَذَكَرَهُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِى طَالِبٍ أَنْبَأَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ‏:‏ أَنَّ ابْنَةَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كَانَ لَهَا مَوْلًى أَعْتَقَتْهُ فَمَاتَ الْمَوْلَى وَتَرَكَ ابْنَتَهُ وَمَوْلاَتَهُ ابْنَةَ حَمْزَةَ فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَى ابْنَتَهُ النِّصْفَ وَأَعْطَى مَوْلاَتَهُ ابْنَةَ حَمْزَةَ النِّصْفَ‏.‏ هَذَا مُرْسَلٌ وَقَدْ رُوِىَ مِنْ أَوْجُهٍ أُخَرَ مُرْسَلاً وَبَعْضِهَا يُؤَكِّدُ بَعْضًا وَقَدْ مَضَى ذَلِكَ بِشَوَاهِدِهِ مَعَ قَوْلِ عَلِىٍّ وَزِيدٍ رضي الله عنهمَا فِيهِ فِى كِتَابِ الْفَرَائِضِ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ الْمُزَكِّى أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ أَنْبَأَنَا مِسْعَرٌ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ رِيَاحٍ عَنِ ابْنِ مَعْقِلٍ قَالَ قَالَ عَلِىٌّ رضي الله عنه‏:‏ الْوَلاَءُ شُعْبَةٌ مِنَ الرِّقِّ فَمَنْ أَحْرَزَ وَلاَءً أَحْرَزَ مِيرَاثًا‏.‏

باب‏:‏ الْوَلاَءِ لِلْكُبْرِ مِنْ عَصَبَةِ الْمُعْتِقِ وَهُوَ الأَقْرَبُ فَالأَقْرَبُ مِنْهُمْ بِالْمُعْتِقِ إِذَا كَانَ قَدْ مَاتَ الْمُعْتِقُ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِىُّ أَنْبَأَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِى بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ‏:‏ أَنَّ الْعَاصَ بْنَ هِشَامٍ هَلَكَ وَتَرَكَ بَنِينَ لَهُ ثَلاَثَةً اثْنَانِ لأُمٍّ وَرَجُلٌ لِعَلَّةٍ فَهَلَكَ أَحَدُ اللَّذَيْنِ لأُمٍّ فَتَرَكَ مَالاً وَمَوَالِىَ فَوَرِثَهُ أَخُوهُ الَّذِى لأُمِّهِ وَأَبِيهِ مَالَهُ وَوَلاَءَ مَوَالِيهِ ثُمَّ هَلَكَ الَّذِى وَرِثَ الْمَالَ وَوَلاَءَ الْمَوَالِى وَتَرَكَ ابْنَهُ وَأَخَاهُ لأَبِيهِ فَقَالَ ابْنُهُ قَدْ أَحْرَزْتُ مَا كَانَ أَبِى أَحْرَزَ مِنَ الْمَالِ وَوَلاَءِ الْمَوَالِى وَقَالَ أَخُوهُ لَيْسَ كَذَلِكَ إِنَّمَا أَحْرَزْتَ الْمَالَ فَأَمَّا وَلاَءُ الْمَوَالِى فَلاَ أَرَأَيْتَ لَوْ هَلَكَ أَخِى الْيَوْمَ أَلَسْتُ أَرِثُهُ أَنَا فَاخْتَصَمَا إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه فَقَضَى لأَخِيهِ بِوَلاَءِ الْمَوَالِى‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِىُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ عُمَرَ وَعُثْمَانَ رضي الله عنهمَا قَالاَ‏:‏ الْوَلاَءُ لِلْكُبْرِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِى طَالِبٍ أَنْبَأَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ عَنِ الشَّعْبِىِّ قَالَ كَانَ عُمَرُ وَعَلِىٌّ وَزِيدُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنهمْ قَالَ وَأَحْسِبُهُ ذَكَرَ عَبْدَ اللَّهِ رضي الله عنه يَقُولُونَ‏:‏ الْوَلاَءُ لِلأَكْبَرِ‏.‏ قَالَ يَعْنِى بِالأَكْبَرِ أَقْرَبَهُمْ بَأَبٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ حَدَّثَنَا يَحْيَى أَنْبَأَنَا يَزِيدُ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ قَالَ عُمَرُ وَعَبْدُ اللَّهِ وَزَيْدٌ رضي الله عنهمْ‏:‏ الْوَلاَءُ لِلْكُبْرِ‏.‏

قَالَ وَأَنْبَأَنَا يَزِيدُ أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ عَلِيًّا وَعَبْدَ اللَّهِ وَزَيْدًا رضي الله عنهمْ قَالُوا‏:‏ الْوَلاَءُ لِلْكُبْرِ‏.‏

وَرُوِىَ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَلِىٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَزَيْدٍ رضي الله عنهمْ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَبِى هَاشِمٍ عَنِ النَّخَعِىِّ‏:‏ أَنَّ عَلِيًّا وَزَيْدًا رضي الله عنهمَا قَالاَ فِى رَجُلٍ تَرَكَ أَخًا لأَبِيهِ وَأُمِّهِ وَأَخًا لأَبِيهِ فَجَعَلاَ الْوَلاَءَ لأَخِيهِ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ فَإِنْ مَاتَ الأَخُ مَنْ أَبٍ رَجَعَ الْوَلاَءُ إِلَى بَنِى الأَخِ لِلأَبِ وَالأُمِّ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ حَدَّثَنَا يَحْيَى أَنْبَأَنَا يَزِيدُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ عَنِ الشَّعْبِىِّ أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه قَالَ‏:‏ إِذَا أَعْتَقَتِ الْمَرْأَةُ عَبْدًا أَوْ أَمَةً فَهَلَكَتْ وَتَرَكَتْ وَلَدًا ذَكَرًا فَوَلاَءُ ذَلِكَ الْمَوْلَى لِوَلَدِهَا مَا كَانُوا ذُكُورًا فَإِذَا انْقَطَعَتِ الذُّكُورُ رَجَعَ الْوَلاَءُ إِلَى أَوْلِيَائِهَا‏.‏

وَقَالَ شُرَيْحٌ‏:‏ يَمْضِى الْوَلاَءُ عَلَى وَجْهِهِ كَمَا يَمْضِى الْمِيرَاثُ وَلَكِنْ لاَ يُورِّثُ الْوَلاَءُ أُنْثَى إِلاَّ شَيْئًا أَعْتَقَتْهُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ‏:‏ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا عِنْدَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَاخْتَصَمَ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ جُهَيْنَةَ وَنَفَرٌ مِنْ بَنِى الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَكَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْ جُهَيْنَةَ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْ بَنِى الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ كُلَيْبٍ فَمَاتَتِ الْمَرْأَةُ وَتَرَكَتْ مَالاً وَمَوَالِىَ فَوَرِثَهَا ابْنُهَا وَزَوْجُهَا ثُمَّ مَاتَ ابْنُهَا فَقَالَ وَرَثَةُ ابْنِهَا لَنَا وَلاَءُ الْمَوَالِى قَدْ كَانَ ابْنُهَا أَحْرَزَهُ قَالَ الْجُهَنِيُّونَ لَيْسَ كَذَلِكَ إِنَّمَا هُمْ مَوَالِى صَاحِبَتِنَا فَإِذَا مَاتَ وَلَدُهَا فَلَنَا وَلاَؤُهُمْ وَنَحْنُ نَرِثُهُمْ فَقَضَى أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ لِلْجُهَنِيِّينَ بِوَلاَءِ الْمَوَالِى‏.‏

وَبِإِسْنَادِهِ حَدَّثَنَا مَالِكٌ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ فِى رَجُلٍ هَلَكَ وَتَرَكَ بَنِينَ ثَلاَثَةً وَتَرَكَ مَوَالِىَ أَعْتَقَهُمْ هُوَ عَتَاقَةً ثُمَّ إِنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِيهِ هَلَكَا وَتَرَكَا وَلَدًا قَالَ سَعِيدٌ يَرِثُ الْمَوَالِىَ الْبَاقِى مِنَ الثَّلاَثَةِ فَإِذَا هَلَكَ فَوَلَدُهُ وَوَلَدُ إِخْوَتِهِ فِى الْمَوَالِى شَرْعًا سَوَاءٌ‏.‏ وَقَدْ رُوِىَ فِيهِ حَدِيثٌ مُرْسَلٌ يُؤَكِّدُ مَا مَضَى مِنَ الآثَارِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِى مُحَمَّدَ بْنَ نَصْرٍ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِىِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِىِّ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْمَوْلَى أَخٌ فِى الدِّينِ وَنِعْمَةٌ وَأَحَقُّ النَّاسِ بِمِيرَاثِهِ أَقْرَبُهُمْ مِنَ الْمُعْتِقِ‏.‏